أمي المعذبة
"امي المعذبة "
قصة جديدة من العربية المسيطرة
-------------
اسمي أحمد، في الخامسة والعشرين من عمري، أعيش مع أمي في حي شعبي، حيث ترتدي النساء فيه العباءات والشباشب. أقل فتاة في هذا الحي يمكنها أن تمسح بكرامة أشجع الرجال الأرض. هذا من وجهة نظر الفاسدين، لكن من وجهة نظري، لا يهمني أمرها، فهي مجرد فتاة لا تتجاوز أهميتها شخطة. أمي تدير مقهى، وأنا أعيش حياة متقلبة، أتنقل من وظيفة لأخرى، وأضيع صحتي في اللف والدوران.
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كنت سهرانًا أمام الحاسوب، أشاهد مقاطع وأمارس العادة السرية، ومنغمسًا تمامًا. فجأة، انقطع التيار الكهربائي في منتصف الفيلم، والحاسوب متصل بالشاحن ولكن بطاريته فارغة.
"تبًا لهذه الفوضى، هل هذا وقتها؟ وماذا عن عادتي التي توقفت؟ هل أكملها في خيالي وأنا بهذا العمر؟" عدلت من ثيابي وخرجت إلى الشرفة لأدخن سيجارة. بدأت الجيران تفتح النوافذ وتقف في الهواء، لأن الجو كان حارًا في فصل الصيف. وقفت أراقب النوافذ والجيران، حيث كانت الشرفات قريبة من بعضها. بقينا ساعتين على هذا الحال، والكهرباء منقطعة. كنت أخرج وأعود إلى الشرفة باستمرار، وقد أثارني الجو جدًا، وليس معي ما يكفي من المال لأجلس في المقهى حتى يعود النور.
بينما كنت واقفًا في الشرفة ومنغمسًا تمامًا، نظرت إلى الأمام فوجدت سمر تقف في شرفتها المقابلة. لم أكن أراها في البداية أو ظننت أنه لا يوجد أحد.
أنا: "كيف حالك يا سمر؟"
سمر: "أهلاً يا أحمد. هل يعقل هذا النور الذي ينقطع كل حين وآخر؟"
أنا: "قليلًا وسيعود. كيف حال دراستك؟ وكيف حال والدك؟"
سمر: "كل شيء بخير. آه..."
أنا: "لا بأس، أعلم أن الجو حار، لكن بعد قليل سيعود النور وستعمل المراوح..."
"آآآه! لماذا يا أمي؟"
(كانت أمي قد خرجت وصفعتني على قفاي صفعة قوية أمام سمر. الفتاة ضحكت عندما تلقيت الصفعة ودخلت إلى الداخل. سمعت صوت ضحك آخر، لكنني لم أعرف مصدره.)
أمي: "تقف في الشرفة وتترك إبريق الشاي على النار؟ هل تريد أن تشعل بنا حريقًا؟ في المرة القادمة التي تضع فيها شيئًا على الموقد، ابقَ واقفًا بجانبه. ما هذه الحياة المقرفة؟"
أنا: "يا أمي، لنتفاهم في الداخل، وليس أمام الناس."
أمي: "أيها الرجل الشجاع!" (قالتها بسخرية)
أنا: "هيا بنا إلى الداخل يا أمي... هل يصح هذا يا أمي؟ أن تحرجي أمامي أمام الجيران؟"
أمي: "عندما تكون رجلًا وتصرف على نفسك، يمكنك أن تقول لي ما يصح وما لا يصح. طالما أنني ما زلت أصرف عليك من مالي، فضع حذاءً قديمًا في فمك."
أنا: "يا أمي، هل عندما أجد عملًا وأرفض؟"
أمي: "العمل موجود، وأنت من رفضت."
أنا: "لا يا أمي، أنا حاصل على بكالوريوس تجارة، لن أعمل عند أحد."
أمي: "لن تخدمهم. ستعمل سائقًا توصلهم وترجعهم، وستحصل على أجر جيد."
أنا: "أغلقي هذا الموضوع يا أمي... ها قد عاد النور. هيا وداعيًا."
أمي: "حسنًا يا ابن المذلة، سنرى أنا أم أنت."
(فتحت الحاسوب وشغلت مقطعًا، وبدأت أخلع ملابسي وأضع السماعات في أذني. فجأة، دفعت أمي الباب بقوة ودخلت. كان الباب مغلقًا بكرسي لأن مقبضه مكسور.)
أمي: "ماذا تفعل يا فاسد؟ أيها الوغد!" (وبدأت تضربني وتشتمني، بينما أنا بالكاد أرتدي سروالي القصير.) "ماذا تشاهد أيها القذر؟ أيها الوغد النجس!"
أنا: "يا أمي، اهدئي. ما هذا؟ هل كل ما تفعله هو الضرب؟ هل رأيتني نائمًا مع امرأة؟"
أمي: "أهون علي أن أراك مع امرأة، على الأقل سأقول ابني رجل، وليس فاسدًا يشاهد أشياء قذرة مثله على الحاسوب."
أنا: "يا أمي، كفى ضربًا. أنا لست صغيرًا على هذا الضرب والإهانة."
أمي: "هل سترفع صوتك علي أيها الفاسد؟ ما هذا؟ هل ستصبح رجلًا علي؟"
أنا: "لا يا أمي، أنا آسف."
أمي: "لم يبقَ إلا الفاسدون ليتحدثوا."
أنا: "يا أمي، أنا رجل ولست فاسدًا."
أمي: "كف عن هذا. ألم تكن الفتيان يركبونك في المدرسة؟ وألم أقبض عليك نائمًا مثل العاهرة على بطنك وتتأوه مثل النساء؟"
أنا: "يا أمي، ما لزوم هذا الكلام؟ كنت صغيرًا ولا أفهم شيئًا."
أمي: "صغيرًا؟ هيهيهي. قال صغيرًا قال. هل كنت صغيرًا منذ سنتين؟"
أنا: "حسنًا يا أمي، كفى من هذا الحديث."
أمي: "لا والله، هل ظهرت رجولتك الآن؟ وأين كانت هذه الرجولة وأنت تتأوه كالعاهرات يا صغيري يا رجل؟"
أنا: "يا أمي، كفى! كفى! ألا تتعبين من تذكيري كل مرة؟ كفى! ارحميني! إنه خطأ ولن يتكرر!"
أمي: "لا تقل لي هذا الكلام. آخر كلمة سأقولها لك: إما أن تذهب للعمل الذي أحضرته لك، أو تذهب إلى الجحيم، ولا أرى وجهك هنا مرة أخرى. لن أنفق على شخص مثلك يُحسب علي أنه رجل."
(خرجت أمي. شعرت بالغضب، وأشعلت سيجارة. أمسكت بالحاسوب فوجدته قد أُطفئ بسبب المعركة التي حدثت. فتحته مرة أخرى وشغلت مقطعًا. هذه المرة، سددت الباب جيدًا. بدأت الفيلم، وبعد قليل وأنا منغمس، أمسكت بقلم كان بجواري، بللته، وأدخلته في مؤخرتي وأنا أمارس العادة السرية، حتى شعرت بالارتياح. أخرجت القلم ووضعته بجانبي وخلدت للنوم. استيقظت في الصباح على صوت أمي في الصالة.)
أمي: "هيا، افطر حتى لا تتأخر عن العمل."
أنا: "حاضر يا أمي."
أمي: "واعلم أن الرجل إذا اشتكى منك، أو فعلت شيئًا يضايقه، أو تركت العمل، فلا تعد إلى هنا. ابحث عن مكان آخر تقضي فيه ليلتك."
أنا: "وأين أذهب يا أمي؟"
أمي: "اذهب إلى أي مكان تتلقى فيه الضرب."
أنا: "يا أمي، أنا رجل متعلم، كيف أعمل سائقًا؟"
أمي: "هيهيهيهي، حسنًا. خذ هذا القلم، لقد سقط منك وأنت تذاكر طوال الليل."
أنا: (بتوتر) "ما به هذا القلم؟"
أمي: "شمه يا عزيزي."
أنا: "وع! ما هذه الرائحة؟ هل كنت تضعينه في مجارٍ؟"
أمي: "اللوم على الفاسد الذي يُضرب، ومؤخرته قذرة مثل وجهه."
أنا: "ماذا تقولين يا أمي؟"
أمي: (تضربني بالقلم) "خخخخخ. ما بك أيها العاهر؟ هل ستتلقى الضرب مني الآن؟ أنا أمك التي كانت تُضرب بهذا القلم. وقال بالأمس إنه خطأ ولن يتكرر، وأنا رجل... لن تصبح رجلًا أبدًا، ستظل تتلقى الضرب، وستعيش وتموت كذلك. في المرة القادمة التي ترفع فيها صوتك علي أو تكذب، سأجعلك تبقى في البيت مثل النساء، تمسح وتكنس وتغسل. أليس يكفي يا فاسد أنك جعلت وجهي في المنطقة في الحضيض؟ أنا المعلمة زينب، أنجب فاسدًا؟ أنا التي ترتجف الشوارب أمامي، تكون ذريتي من الفاسدين؟ وأبوك (رحمه الله) الذي كان اسمه يهز الرجال، حتى يختبئون في بيوتهم مثل النساء. ما الذي حدث في هذا العالم؟"
أنا: "يا أمي، كفى. أنا مع نفسي الآن. هل ترينني أسير في الشارع وأخضع للناس لضربي؟"
أمي: "يمكن للفاسد أن يفعل ذلك، وأنا أعرفك أيها القذر. وأحمد الله أنني لم أبلغ عنك، لكانوا قد سجنواك وربوك أيها الفاسد... اذهب أحضر لي الغطاء، لأذهب إلى عملي. وأنت اذهب إلى الرجل، وإياك أن تخطئ."